الخميس، 21 يونيو 2012

العرب والتغيير .. هل يلتقيان ؟!


لا يأتي التغيير هكذا، فقط لأننا نريده، وإنما علينا زرع بذرة المبادرة في أنفسنا وبأنفسنا ونسقيها بالعلم والمعرفة لكي تنضج وتكبر وتثمر جيدا، عندها يتحقق التغيير نحو الأفضل.

كتاب "العرب من وجهة نظر يابانية" للكاتب الياباني نوبوأكي نوتوهارا، كان موضع أول نقاش نظمه نادي بريق الإعلام  في كلية الإعلام يجامعة النجاح الوطنية يوم الاربعاء 20/6/2012، وهذه المناقشة هي النشاط الثاني للنادي، ونحو سلسلة من الأنشطة الثقافية والمعرفية.

العرب من وجهة نظر يابانية: ما يريد أن يقوله الكاتب للقارئ العربي رأيه في بعض مسائله كما يراها من الخارج كأي أجنبي عاش في البلدان العربية، وقرأ الأدب العربي، واهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية.

يقدم لنا الباحث الياباني نوبوأكي من خلال كتابه هذا خلاصة تجربته في المجتمعات العربية، ورحلته مع الأدب العربي المعاصر.


يتحدث الكاتب عن غياب العدالة الاجتماعية في المجتمعات العربية كما يتحدث عن ثقافة الأنا وثقافة الآخر. كما يرى أن كارثة القمع وبلوى عدم الشعور بالمسؤولية من أعظم المشاكل التي تواجه العالم العربي، وتحدث عن الدين وعلاقته بالفن واللباس وجمال المرأة، ويعقد الكاتب أيضا مقارنات كثيرة بين الثقافة اليابانية والثقافة العربية السائدة.  وكذلك يشيد الكاتب بثقافة البدو واستفادته الشخصية منهم ويركز على الصبر كقيمة أخلاقية والمحك الذي يجدد حياة البدوي بشكل يومي.



     استهلت النقاش مديرة الجلسة الطالبة ميسر أبو خليل إحدى أعضاء النادي بالترحيب بالحضور، وعرّفت بالكتاب وكاتبه، وحددت أهم محاور النقاش. وابتدأ النقاش بمحور النقاش الأول وهو المحور السياسي وتلاه المحور الاجتماعي فالديني، حيث شارك الحضور بمداخلات أثرت النقاش.
وخلال نقاش هذه المحاور ذكرت الطالبة في كلية الإعلام ديما حج أنه لا أحد يركب على ظهرك إلا إذا كنت منحنيا، ورأت أن بداية التغيير تبدأ من أنفسنا وأن علينا زيادة ثقافتنا، فعجبا لأمة تريد فتح العالم ولا تريد فتح كتاب، والتغيير عملية تدريجية مثل كرة الثلج تبدأ صغيرة فتكبر.



استمر النقاش بمداخلة من الطالبة في كلية الاعلام روند حميد التي أشارت فيه أن مشكلة العرب هي أنهم لا يحاولون أن يغيروا، وإن غيروا لا يعرفون كيف يديرون التغيير، ومشكلة أخرى هي أن المعالجة تكون من ظاهرها وليس من جوهرها.
وأضاف الطالب مجاهد مرداوي من كلية الإعلام أن من المشاكل التي يعاني منها العالم العربي للاسف أن بعض المثقفين والمتعلمين يشكلون بطانة سيئة للحاكم.
وفي سياق النقاش عرّج الحاضرون على موضوع الثورات العربية، التي بدورها تدل على أن الوعي العربي آخذً بالازدياد.
وتحدثت الطالبة بكلية الإعلام ياسمين شملاوي في مداخلتها بانتقاد إلى وسائل الإعلام التي تعزو قوتها إلى التغير، بحيث أظهرت في المشكلة المصرية "حسني مبارك" على سرير المرض في محاكمته، وهذا بدوره أدى إلى التعاطف معه.  وهو مما يعيدنا إلى نقطة مهمة ان الكاتب يعتبر الشعب العربي هو شعب عاطفي أكثر منه عقلانية.
وعلّق على ذلك الدكتور توفيق الشوبكي (طبيب بالمستشفى التخصصي)، أن هذا يدل على ذكاء المحامي الخاص به، عندما طلب إدخاله وهو على سريره لأن هذا سيفيد في تقليل حدة ردود الأفعال في حال صدر حكم مخفف.



وتم التطرق لموضوع تعريف بعض المصطلحات (كالحب والمثقف والرأسمالية)، وذكروا أن ليس كل شيء يعرّف، وأن كل إنسان يعرفها من وجهة نظره ومن مفهومه الخاص.
وأبدى الطالب في كلية الاعلام ومدير النادي المضيف همام عتيلي رأيه في مشكلة القمع السياسي التي تعاني منها الدول العربية. كما تم التطرق لموضوع السجناء السياسيين التي ذكرها الكاتب في كتابه.

وبالانتقال للمحور الاجتماعي الذي كان يدور حوله نقاش كبير حيث انتقل الحديث لمواضيع اجتماعية مهمة كالطلاق والشرف والعار والميراث. وفي هذا السياق رأت الطالبة ديما حج أن مفهوم الشرف لا يقتصر على الجسد فقط بل الشرف يشمل كل شيء.
وأضافت ياسمين شملاوي أن أحد المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا بالنسبة لجرائم الشرف هو انه يتم معاقبة المفعول به وليس الفاعل.
  وخلال النقاش رأى الطالب في كلية تكنولوجيا المعلموات براء عياش بمداخلته أن الحاكم له سلطة على الشعب ويستطيع أن يؤثر فيهم، أي أن صلاح الحاكم يعمل على صلاح الشعب، في حين أن الطالب في كلية الهندسة محمد أبو طامع كانت رؤيته بأن الأمر تبادلي بين الحاكم والشعب فصلاح الطرفين يؤدي الى صلاح المجتمع. وساق مثالا بالشعب والحاكم التركي، ففهم الشارع لمتطلباته وقوة الحاكم وصلاحه نزاهته أدت إلى تطور المجتمع التركي ليصبح ضمن اقوى ثمان دول في المجال الاقتصادي.
 وفي إطار مناقشة كيفية تطوير الفرد وتنميته قال الطالب في كلية الطب قاسم الشاعر إن الأمر ليس بالظروف، وإنما بالإنسان ذاته؛ فعلى الانسان أن يسخر الظروف حوله لتساعده على التقدم والتطور.

ومن المحور الاجتماعي الى المحور الديني الذي بدأه الدكتور توفيق الشوبكي بمداخلة ناقش فيها قاعدة شرعية مهمة وهي ( المعروف عرفاً كالمشروع شرعاً )، وتداخل الآراء والعادات في أمور الدين وسيطرتها على العقل العربي، وتم التشعب لقضايا كثيرة كاعتبار الناس لبعض العادات والتقاليد على أنها جزء من الدين، وأيضاً وجود الصورة النمطية الخاطئة عن الإسلام والمسلمين بسببها.
وفي ختام المناقشة  داخلت الطالبة ميسر أبو خليل شكرت فيها الحضور باسم نادي بريق الإعلام على مشاركتهم الفعالة التي أثرت النقاش.

ويجدر بالذكر أن الحضور كان جيداً في لقاء بريق الثاني حيث شارك ما يقارب 20 شخصاً في المناقشة.

على أمل أن نلقاكم في نشاطاتنا القادمة القريبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق