بقلم: رغيد طبسية
"من لا يعرف ماضيه لن يستطيع التخطيط
لمستقبله"، بهذه الكلمات افتتح رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، مؤتمر تجليات
حركة التاريخ في مدينة نابلس، والذي امتد لثلاثة أيام.
أمور كثيرة عن تاريخ نابلس كشفها المؤتمر لم تكن معروفة
لدى المواطنين في نابلس والوطن، ولا حتى لدى الباحثين والمثقفين منهم، فقد كانت
تجليات التاريخ تختبئ منذ سنوات بين دفات الكتب الموضوعة على الرفوف هنا أو هناك.
ولعل الكثيرين ذهلوا ِلما سمعوه في هذا المؤتمر من
تجليات تعكس مدى عراقة نابلس وأصالتها الضاربة في عمق التاريخ، ولكن السؤال:
لماذا لا أحد
يعرف عن هذا التاريخ المنسي شيئاً رغم أن معظم
الحقائق التي ذكرها المؤتمر مكتوبة في السجلات منذ زمن؟!
يبدو أن المؤتمر ذاته يجيب عن هذا السؤال، فجلسات
المؤتمر أو حتى مهرجان افتتاحه لم تعرف وجود الإعلام بالقدر الذي يعكس مدى أهمية
المعلومات المذكورة فيه، فلم نَرَ سوى عدد قليل من طلبة الإعلام في ظل غياب واضح
للصحفيين عن حدث ربما بمقدورهم إنتاج أعداد لا بأس بها من المواد الإعلامية عنه.
حتى طلبة الإعلام لم يتعاملوا مع المؤتمر بذلك القدر من
الاهتمام، ولعل جل ما شاهدناه هو الضغط على زر الكاميرا ليس أكثر، وهذا الأمر لن
ينقل من مضمون المؤتمر الكثير، فهذه الصور تحتوي الأشخاص ولا تنقل الأفكار، وربما
التقطوها لتكون جزءاً من ذاكرة الدراسة فهم لا يستطيعون نشرها إلا على الفيسبوك.
ما أود قوله أخيراً زملائي صحفيي المستقبل: إنه من الجيد
أنكم حضرتم، ومن الجميل أنكم التقطتم الصور، ولكن هذا لا يكفي، فالمواطن العادي
الذي لا يصل لمكان المؤتمر بحاجة لمعرفة تاريخ وطنه، وهذه المهمة تقع على عاتقنا
بالدرجة الأولى.
فلنعرف ماضينا لنطور حاضرنا علنا نكون جيلاً إعلامياً
مختلفاً في مستقبلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق