السبت، 25 أغسطس 2012

كرة القدم والعلاقات العامة.. صلة لا تنقطع


بقلم رغيد طبسية
ازداد في عصرنا الحالي الارتباط بين كرة القدم ونشاطات العلاقات العامة وازدادت العلاقة بينهما توثقاً، فهذه الفترة تشهد تطور كرة القدم بشكلها الاحترافي المتطور.

 فعلاوة على كون المحافل الرياضية مناخاً جيداً تمارس فيه أنشطة العلاقات العامة كما هو الحال في بطولة كأس العالم والتي تجتمع فيها دول من كافة القارات لتكون مؤتمراً تعرض فيه ثقافة الدول المستضيفة، وبعيداً عن كون النوادي الرياضية شركات تسوق لنفسها وتقوم باستقصاء آراء جمهورها حول ما توصلت إليه للوقوف عند رغباتهم، فبعيداً عن كل ذلك فإننا نجد أن مشاهير كرة القدم والذين يذاع صيتهم في كثير من دول العالم يقومون بأعمال إنسانية خارجة عن نطاق الرياضة، وتدخل ضمن أنشطة العلاقات العامة.

ففي عام 2008 قام نجم المنتخب الإنجليزي ديفيد بيكهام بحملة تطعيم لأطفال سيراليون، التي يموت فيها طفل من أصل أربعة أطفال قبل بلوغ الخامسة من عمرهم، وهذا النجم الكاميروني صامويل ايتو ينشئ مستشفىً في إحدى البلدات الكاميرونية الفقيرة والتي تعاني من انتشار الأمراض، ويقدم هذا المستشفى خدمات مجانية جمة لمرضى تلك البلدة، ونجم برشلونة والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي يكرس نفسه لمساعدة منكوبي زلزال هاييتي الذي سقط فيه العديد من الضحايا وتضررت بسببه العديد من المباني.

ولم يقتصر الأمر على هؤلاء فحسب بل أمثالهم كثير, وعلى الرغم من أن هذه الأعمال كانت تجري سراً ودون متابعة من وسائل الإعلام إلا أنها نشرت في وقت لاحق عبر وسائل الإعلام المختلفة مما ترك انطباعاً جيداً لدى متابعي كرة القدم عن هؤلاء اللاعبين.

وفي المقابل أصبحت كرة القدم أسلوباً تتبعه دوائر العلاقات العامة في الشركات، من أجل كسب ود الجمهور ورضاه، فهذا فريق سباق السيارات فورملا وان والذي ترعاه شركة برازيلية يخوض مباراة بالاشتراك مع قدامي لاعبي المنتخب الإماراتي في أبو ظبي فبعيداً عن نتيجة المباراة إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً بجمع مئة ألف دولار لترصد للأعمال الخيرية الإنسانية، وقد صرح أحد سائقي الفريق البرازيلي قائلاً: "هذه المباراة مهمة جداً للفريق فهي ستزيد من محبيه حول العالم"، هذا بالإضافة الشركات الطيران والاتصالات وغيرها والتي باتت تتسابق للتعاقد مع الفرق كراعية لها من أجل السمعة التي تجلب ود الزبائن وثقتهم.

إذاً هناك علاقة تبادلية وطيدة بين كرة القدم والعلاقات العامة فترى دوائر العلاقات العامة أن كرة القدم وسيلة لجذب ثقة الجماهير واستمالة رضاها، وفي الوقت ذاته يرى لاعبو كرة القدم في أنشطة العلاقات العامة وسيلة تقربهم من جمهورهم وتبعدهم عن عزلة النجوم . 

ونرى أن هذه العلاقة تنتج فوائد جمة ليس للرياضة وللشركات فحسب بل وللمجتمع أيضا، فهي تقرب الرياضي من جمهوره وتبعده عن غرور النجومية، وهي تدر الأرباح على الشركات، وهي أيضاً تساعد الإنسان العادي وتعمل على النهوض بواقعه، وتحسين ظروف معيشته، وتعمل على تقديم  الخدمات للمجتمع مما يعود عليه بالنفع، فهي ظاهرة جدّ صحية لا بد من الاستفادة منها وتطبيقها في بلادنا العربية، لتحقيق أحد أهم الأهداف الإنسانية، وأيضاً للنهوض بالرياضة والارتقاء بفاعلية الشركات التجارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق