رغيد طبسية
إنها الحقيقة المؤلمة، عندما نقول إن الإعلامي الفلسطيني
الذي أسس الإعلام العربي قديماً، ويديره الآن بكفاءة وتميز، يعجز عن تعريف العرب
والعالم بالواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، بحلوه ومره، آماله وآلامه، وتعدد
ثقافاته، وتنوع توجهاته، وعدالة قضيته.
وحسب رأي الناقدين للإعلام الفلسطيني فإن المشكلة ليست
في الإعلاميين بقدر ما هي في الإعلام ذاته، فالحزبية واستخدام الخطاب الموجه
للفلسطينيين فقط، صفتان بارزتان في كافة وسائل الإعلام الفلسطينية، التي غابت عنها
المنهجية والرسالة الإعلامية التي تخاطب غير الفلسطينيين في أنحاء الوطن العربي،
والذين غرست في أذهانهم صورة نمطية حول الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي
والاجتماعي الذي يعيشه المواطن الفلسطيني.
وزيادة على ذلك فإن سياسة وسائل الإعلام الفلسطينية
المجحفة في التعامل مع إعلامييها، من رواتب متدنية وقيود تحريرية جعلت الإعلاميين
يهاجرون بحثاً عن عمل إعلامي يحافظ على موهبتهم ويراعي مجهودهم.
الإعلامي الفلسطيني في قناة العربي محمد أبو عبيد نموذج
يجسد حالة الإعلاميين الفلسطينيين، فقد سبق له وأن عمل مع أحد وسائل الإعلام
الفلسطينية سنة ونصف السنة دون الحصول على راتب مما دعاه للهجرة إلى الخارج.
ولكن وسائل الإعلام الفلسطينية ليست وحدها من يتحمل المسؤولية،
فهي بحاجة إلى تمويل مادي كبير لتقوم بما تقوم به الجزيرة والعربية وmbc وغيرها من القنوات العربية الكبيرة، وهي بطبيعة
الحال تفتقر لتمويل بهذا الحجم.
وحول هذا الصدد يرتئي الإعلامي محمد أبو عبيد آلية
للتوصل إلى إعلام فلسطيني منافس للإعلام العربي، تقوم على أن يدعم المستثمر
الفلسطيني الذي يعيش في الخارج ويملك ثروة هائلة فكرة إنشاء وسيلة إعلامية
فلسطينية غير حزبية تخاطب العرب، وتحاكي وسائل الإعلام العربية الكبيرة، وتُشغل
إعلاميين أكفاء فلسطينيين وعرب، ولكن رجل الأعمال الفلسطيني يرفض الفكرة كونها لا
تدر أرباحاً، رغم أنها تعود بالنفع على الوطن الفلسطيني ككل.
فهل سنرى وسيلة إعلامية فلسطينية تنافس الإعلام العربي
يوماً ما، أم أن هذا الحلم سيظل ضرباً من الخيال؟