بقلم / يزن خضور
كان حلمه البارحة أن
يتفوق في امتحان الثانوية العامة على زملائه لسببان الأول أن يلتحق بالتخصص
الجامعي المبتغى والآخر أن يكبر في أعين الآخرين، ومن منا لا يحلم، فالحياة كطرفة
عين.
أنهى
المغلوب على أمره امتحانات الثانوية
العامة بمعدل لا بأس به يمكنه من الدخول في حياته الجامعية التي لطالما سهر في
انتظارها.
وفي بداية السنة الأكاديمية ودخوله الفصل الدراسي الأول كان يحرص على إتمام جميع وظائفه؛ كحرص الأم على نمو ابنها. بلا هوان ولا تردد أتم فصليه الدراسيين بنجاح كبير، وانقيادا لحياته الدراسية التي تتطلب منه الاختلاط بزملائه من جميع الأعمار وزيارة مؤسسات تُعنى بتخصصه، ظن وقتها أن سوق العمل أصبح بين يديه، وأي سوق عمل وحكايات البطالة لا تلبث أن تنزل عن مسامعه. زملائه وأقربائه وحتى المشاة في الطريق ينظرون إليه بتحسر، فهذا الذي يشقى اليوم سيتحول غدا من عنصر هام في المجتمع الى عالة عليه بعد التخرج.
أنهى هذا
المسكين ثلاث سنوات في تخصصه ولم يبقى عليه سوى واحدة أخيرة ينجزها ليعانق سوق
البطالة، ليست بطالة بحد ذاتها، بل هي عمل "مياومة" إن صح التعبير، فيعيش
فيها تحت رحمة رب العمل، ودخله يكون نصف ما كان يتقاضاه أيام الدراسة وأقل، ولأن
عمر الشباب لا يرضى وجد أمامه خياران إما التخرج والبطالة أو البطالة والتخرج
وبكلاهما لن يرضى فسأل نفسه هذا السؤال:
عزيزي سوق العمل، في مجال أو أضل للمواد شيال ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق