رغيد طبسية
استيقظ السوريون صباح أمس الأربعاء على وقع صاعقة هزت
أركان النظام السوري، حين فجر أحد الحراس المنشقين المقربين من دائرة الأسد نفسه
في مقر مكتب الأمن القومي السوري، الذي كان يحتضن اجتماعاً للجنة إدارة الأزمة
السورية المكونة من مجموعة من كبار القادة الأمنيين والعسكريين الذين يُعدون من
ركائز النظام .
هذه الضربة الموجعة أسفرت عن مقتل وزير الدفاع العماد
داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت، وقائد خلية الأزمة حسن التركماني، بالإضافة إلى
وزير الداخلية محمد الشعار، وهنا أراد النظام أن يبين عدم تأثره بما حدث حين عيّن
العماد فهد الفريج وزيراً للدفاع خلفاً لراجحة.
جاءت هذه الضربة في اليوم الرابع لعملية تحرير دمشق التي
أعلنها الجيش الحر، والتي انتقلت خلالها الاشتباكات إلى قلب العاصمة السورية، هذا
الأمر دفع روسيا الحليف الأبرز للنظام السوري للتعبير صراحة عن خطورة الموقف
بالنسبة لها، فقال وزير الخارجية الروسي لافروف: "معارك حاسمة تجري الآن في
سوريا".
هذا الحدث الفريد من نوعه أثار تساؤلات كثيرة حول مستقبل
الوضع في سوريا، فهناك من رأى فيه دليلاً على قرب انهيار النظام في ظل الانشقاقات
الهائلة التي تفشت في صفوف الجيش النظامي، إضافةً إلى فقدان السيطرة على العاصمة.
في الجانب الآخر، هناك من يرى أن هذا الحدث يعزز من
فرضية وجود جماعات إرهابية يحاربها النظام، فهؤلاء يكادون يعطون مبرراً للجيش
النظامي والشبيحة لارتكاب الجرائم بحجة محاربة الإرهاب، وأيضاً تعززت لديهم فرضية
المؤامرة، فهم يرون أن العالم يتكالب على "نظام الممانعة الوحيد" كما
يصفونه.
ما بين حلم الشعب في التخلص من نظام الحكم الذي عاث في
الشام فساداً وإنكار النظام لكونه موشكاً على السقوط، يُطرح السؤال الأصعب: هل
اقترب الشعب من إنجاز ثورته أم أن النظام ما زال متماسكاً ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق