رغيد طبسية
التوتر والقلق سمة هذه اللحظات التي تسبق إعلان نتائج
الثانوية العامة، ففي المدرسة يخيم الصمت على المكان، وتُحتبس الأنفاس، وتبلغ
القلوب الحناجر، وفي البيوت والحارات يتسمر الناس حول المذياع دون همس أو حراك.
وفجأة .. تتعالى الأصوات المهللة بالفرح صائحة بكل ما
لديها من طاقة "هرمنا.. من أجل هذه اللحظة التاريخية"، بينما يجثو آخرون
على ركبهم يهمسون "فاتكم القطار"، وهنا تتجلى أسمى مظاهر الإخاء حين
يربت الناجح على كتف من أخفق مواسياً فيرد الأخير عليه بالعناق مهنئاً.
يوم إعلان
النتائج عرس فلسطيني يحتفل به أبناء هذا الوطن فرحاً بتجاوز حصاد اثنتي عشرة سنة
من العمل الدؤوب، فحري بنا ألا نعكر صفو هذه الفرحة بإطلاق الرصاص والألعاب
النارية التي من شانها أن تقلب الفرحة حسرةً وألماً.
وكذلك علينا ألا ننسى ما فعله جيراننا وأقرباءنا أثناء
الامتحانات، من توفير الهدوء مراعاةً لظروفنا، والآن حان الوقت لنرد لهم الجميل،
فلا نسهر حتى صباح اليوم التالي على موسيقى صاخبة قد تحرم الآخرين النوم بهدوء بعد
يوم عمل طويل وشاق.
إذاً هو يوم ويمضي ولا يجب أن نتوقف عنده، بل علينا أن
نكمل المسيرة، فالناجح عليه مواصلة تعليمه، والمخفق عليه المحاولة ثانيةً باذلاً
أقصى جهده لكي نعمل سوياً على الرقي بمجتمعنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق